سورة آل عمران - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


الشهوات: مفردها شهوة. وهي التي فسرها الله في الآية بمعنى جميع ما يشتهي الانسان. الانعام: الابل والبقر والغنم. الخيل المسوّمة: الخيل الحسان المعدّة للركوب والقتال:
فُطر الناس على حب التملك واشباع شهواتهم إلى الاستحواذ، كما في محال التمتع بالنساء وكثرة البنين وتركيم قناطير الذهب والفضة واقتناء الخيل الحسان، الانعام العائدة بالربح، والعقار، والاراضي المفلوحة.. ولكن ذلك كله لا يقاس بشيء مما عند الله الذي أعدّه لعباده في الحياة الآخرة. فلا ينبغي للناس ان يجعلوا همّهم في هذا المتاع العاجل بحيث يشغلهم عن الاستعداد لخير الثواب الآجل، والله عنده حسن المآب.
روى البخاري ومسلم عن بان عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو كان لابن آدم واديان من ذهب لتمنّى ان لكون لهما ثالث، لا يملأ جوفَ ابن آدم الا التراب ويتوب الله على من تاب».


أُؤنبئكم: أخبركم. مطهرة: نظيفة خالية من الدنس. الرضوان: الرضا. القانتين: العابدين، المداومين على الطاعة والعبادة.
قل يا محمد للناس الذين زُيّن لهم حب الشهوات التي أسلفنا: أيها الناس، هل أُخبركم بخير من ذلكم وأفضل لكم؟ ان للذين اتقوا ربهم ثواباً عنده: هو جنات ظليلة تجري من تحتها الأنهار، وزوجات خلّصهن الله من كل ما يعيب النساء في الدنيا، ورضاء من الله يتمتعون في ظله بنعيم أكبر. ان الله هو البصير بعباده، الخبير بقراءة أنفسهم، ودخائل أحوالهم. فمن هم هؤلاء؟ إنهنم الذين تتأثر قلوبهم بثمرات ايمانهم، فيقولون: ربنا إنننا آمنّا استجابة لدعوتك، فاغفر لنا ذنوبنا بعفوك، وأبعد عنا عذاب النار.
ثم بين أحسن ما امتازوا به من أوصافهم فقال:
الصابرين: على أداء الطاعات وترك المحرمات.
والصادقين: والصدق هو منتهى الكمال.
والقانتين: وهم الذي داوموا على العبادة والطاعة لله تعالى مع الخشوع والخضوع.
والمنفقين: أي الذين ينفقون المال في سبيل الله، عن طيب قلب وصدق نية..
والمستغفرين بالأسحار: الذين يتهجدون في آخر الليل، ساعة النوم، حين يشق على النفس القيام. وهو وقت عظيم تكون فيه النفوس صافية والقلوب فارغة عن مشاغل الدنيا.
قراءات:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر {رضوان} بضم الراء في جميع القرآن ما عدا قوله تعالى: {يَهْدِي بِهِ الله مَنِ اتبع رِضْوَانَهُ سُبُلَ السلام} في سورة المائدة فإنه قرأها بكسر الراء. والباقون قرأوها بكسر الراء.


القسط: العدل. الدين: مجموعة التكاليف التي يدين بها العباد لله. الاسلام: الخضوع الاستسلام. حاجّوك: جادلوك. الأميّون: مشركو العرب.
بعد أن بين سبحانه وتعالى جزاء المتقين، وشرح أوصافهم التي استحقوا بها هذا الجزاء بيّن لنا هنا أصول الايمان، فقال: شهد الله بما نصبه من الأدلة وأوحاه من الآيات أنهن لا الَه غيره، وانه قائم على شئون خلقه بالعدل، وشهدت بذلك ملائكته الاطهار وأهل العلم. انهو هو العزيز الذي لا يغلِب أحد على أمره، والحكيم الذي شملت حكمته كل شيء.
ان الدين عند الله هوة الاسلام، فجمي المال والشرائع التي جاء بها الأنبياء أساسُها التسليم الانقياد والخضوع. اما أهل الكمتاب فقد اختلفوا في هذا الأمر من بعد هذا الامر من بعدما جاءهم اليقين على صحته. ولم يكن اختلافهم عن شُبهةٍ أو جهل، كلا بل من جرّاء التكبر وطلب الجاه والرياسة والمال. ومن يكفر بآيات الله الدالة على وجوب الاعتصام بالدين، ووحدته، وحرمة الاختلاف فيه فان الله ما أسرع ان يحاسبه على ذلك. فإن جادلوك يا محمد في هذا الدين بعد أن أقمتَ لهم الحجج فلا تجارهم، بل قل لهم: اني اخصلت عبادتي لله وحده، انا ومن اتبعني من المؤمنين. وقل لهؤلاء اليهود والنصارى والمشركين من العرب: أسلمتم مثل اسلامي بعد أن ظهرت لكم الدلائل؟ فان اسملموا فقد عرفوا طريق الهدى واتبعوه، وان أعرضوا فليس عليك الا ان تبلّغهم رسالة الله، والله بصير بعباده لا يخفى عليه شيء من أحوالهم وأعمالهم.
قراءات:
قرأ الكسائي {أن الدين عند الله الاسلام} بفتح ان والباقون بالكسر.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8